يوميات عاصى
اليوم الأول : يوم مماتى
كل منا يتذكر يوم مولده ؛ ولكن لا أحد يتذكر يوم موته !!!
فتحدثت مع نفسى لاذكرها و اوقظها بيوم مماتى ...............
فتخليت اننى شخص قد مات ويرسل رسائل بعد الموت كى تعتبر نفسى ... ولكى اقنع نفسى ...
لا تتعجب وأنتى / أنت تقرأ تلك الكلمات ولا تسأل هل فعلاً ما ستقرأه حقيقة .. أم خيال .. إنه حقيقة .. فصدق وبادر قبل أن تجد نفسك مثلى الآن .. لا أرى إلا عذاب .. لا أسمع إلا عذاباً .. لا شىء يوجد هنا إلا العذاب .. كيف ؟ ولماذا يحدث لى هذا ؟ لنحكى من البداية .............................
بداية الحكاية كنت شخصاً يحيا فى تلك الدنيا مثل باقى الناس لكن إنقسم الناس قسمين ... فريقاً مهتدٍ ... وفريق ضال ... كان تصنيفى فى الفريق الأخير لم أترك معصية إلا وارتكبتها .. كان الموت بعيد عن ذهنى ؛ إذا ما حدث وتذكرت الموت يوماً تحدثنى نفسى وشيطانى أننى مازلت شاباً ومازل أمامى من العمر الكثير وفى الوقت المتسع ................ ونسيت قول الله عز جل ( وَ مَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّا ذَا تَكسِب غَدًا وَ مَا تَدْرِى نَفْس بِأَى أَرْض تَمُوت) لقمان34 .
ثم استيقظت وصحوت على الموت يطرق بابى أذكر ذلك اليوم ... يوم موتى ... كنت فى سهرة من سهراتى المعروفه وفى نهاية السهرة عُدت إلى بيتى ... دخلت غرفتى وبدلت ملابسى وألقيت بجسدى على السرير ... وكان نومى فى تلك المرة بلا استيقاظ ... ذهاب بلا عودة ... ماهذا الذى اشعر به ؟! أشعر وكأننى سكران ... ثم أنى لا أستطيع أن أحرك أى شىء من أعضاء جسدى ... ثم يا إلهى ... يا إلهى ... إنه الموت ... جاءنى الموت ( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ) ق 19
أنا أموت الآن... ومن هؤلاء الذين أراهم ... ما هذه الوجوه السوداء المظلمة التى تحيط بى ؟ّ! إنهم ملائكه العذاب ثم أقبل ملك الموت ويالصعوبة منظرة وهول مطلعة ... وإن لم يكن فى الموت سكرة إلا رؤية هذا الوجه لكفى ... فكيف وقد أخذ نتزع روحى إنتزاعاً من كل عرق ووريد ومفصل ... إن الذى يسبب الألم لأحدنا فى الدنيا هو وجود الروح فى مكان الألم فما مقدار الألم إذا كان المتألم هو الروح نفسها !!
* روى عن موسى عليه السلام لما صارت روحه إلى الله عز وجل قال له ربه " يا موسى كيف وجدت الموت ؟ قال : وجدت نفسى كالعصفور الحى حين يقلى على المقلى لا يموت فيستريح ولا ينجو فيطير "
* وروى أنه قال " وجدت نفسى كالشاه تسلخ بيد القصاب وهى حيه " التذكره ص 21
وها أناذا أعانى السكرات قطع الألم صوتى فلا أستطيع الصراخ ولو أنى استطيعت الحراك لجريت فى الصحارى والبرارى من شده ما أجد فتمثل يا مغرور حالك كحالى الآن وقد حلت بك السكرات ونزل بك الأنين والغمرات جاء الموت على عقلك فغشيه وشوشه ؛ وعلى اللسان فأبكمه ؛ وعلى الأطراف فاضعفها ... تود لو تستريح بالأنين والصياح لكنك لا تقدر على ذلك من شدة الموت وكربته فالألم منتشر فى داخلك وخارجك ارتفعت الحدقتان إلى الأجفان ... وتقلصت الشفتان وتقلص اللسان ... واخضرت الأنامل... وتغير لونك حتى كأنه ظهر التراب الذى هو أصلك ثم جذبت روحك من كل عرق فلا تسل عن ألم و أنين ساعتها .
وقفت مع نفسى بعد ما حكيت ليكى يوم مماتى اما تشعرين بأن ..............
قد فات زمنى وانتهى .. وأنت فى دنياك تحيا .. فهل حسبت لذلك اليوم حسابا وهل أعددت للسؤال جوابا .. يا نفسى .. أياكى وطول الأمل .. وقلة العمل فإنكٍ لا محالة زئله .. وعلى ربكٍ مقبله .. فاعتبرى
ألا أيها المغرور مالك تلعب *** تؤمل آمالاً وموتك أقرب
تعلم أن الحـرص بحـر مبعد *** سفينته الدنـيا فإياك تعطب
و تعلم أن الموت ينقض مسرعاً *** عليك يقيناً طعمه ليس يعذُب
كـأنك توصى و اليتامى تراهـم *** وأمهم الثكلى تنوح وتندب
وأقبل بالأكفان نحوك قاصد *** ويجثى عليك التراب والعين تسكب
سكتت نفسى ولكنها مازلت فى حيرة !!!
منقول